samedi 1 septembre 2012

توافق الأنسان مع البيئة-ندوة من تغطية عبد الخالق بلعربي


تغطية لأشغال ندوة :"توافق الإنسان مع البيئة"
عبد الخالق بلعربي

نظم مهرجان العالم العربي للفيلم القصير بأزرو إفران ندوة فكرية في موضوع "توافق الإنسان مع البيئة" وذلك يوم الأحد 26 غشت 2012 بقاعة المناضرات  بإفران , ساهم فيها من المغرب : الناقدين الدكتور  حميداتباتو والدكتور يوسف  أيت همو ومن تونس المخرج والناقد والباحث الجامعي وسيم القربي   وكانت من تسيير الفاعل الجمعوي  مصطفى أفاقير من مدينة ورزازات.
في البداية قدم المسير أرضية الندوة وتعرض لأهم الإشكالات  الخاصة بالموضوع ثم أعطى الكلمة بعد ذلك  للناقد السينمائي يوسف أيت همو الذي أعطى لمداخلته عنوان: التمثلات السينمائية لعلاقة الإنسان بالبيئة وحاول في مداخلته مناقشة قضيتين أساسيتين :
1 – تصنيف الأفلام التي تقارب علاقة الإنسان بالبيئة
2 – التطرق لأبعاد السينما البيئية
فمنذ ولادتها سنة 1895 , اهتمت السينما بالمحيط البيئي من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة من أبرزها فيلم "نانوك" للمخرج  فلاهرتي سنة 1926 ويمكن تصنيف الأفلام التي تهتم بموضوع علاقة الإنسان بالبيئة إلى:
1-  علاقة  حميمية وتناغم كما هو الحال في أفلام  "درسو أوزالا"و "نانوك" و "روبانسون كروز وجل أفلام والت ديزني
2-  علاقة صراع بين الإنسان والطبيعة والتي تشمل  أفلام ينتصر فيها أو ينهزم الإنسان أمام الطبيعة  وأفلام جرائم الإنسان نحو الطبيعة .
من الناحية الإحصائية  يهيمن الصنف الثاني من الأفلام على الأول ومن الملاحظات التي يمكن استنتاجها هناك :
1-  يتم انتاج أفلام البيئة وعلاقة الإنسان  بها  في إطار أفلام السينما  التجارية  الليبرالية في الدول الكبرى مثل (أمريكا وروسيا والصين واليابان).
كما يتزامن انتاج  بعض الأفلام  التي تبرز صراع اإنسان مع البيئة  مع بعض اللحظات التاريخية البارزة (حروب ,أزمات اقتصادية  مثل  أزمة 1929 وأزمة البترول وتفجيرات 11 شتنبر...) نمودج فيلم "كينغ كو"
كما تستغل أيضا أفلام البيئة  إيديولوجيا من أجل الوعيد بنهاية العالم وتستعمل كبعبع لتخويف وردع الاقتصاديات الصاعدة  والناشئة.
وفي العالم العربي هناك ندرة لأفلام  البيئة وذالك راجع لصعوبة كتابة سيناريوهات بيئية ولتعالي المثقفين  اتجاه قضايا البيئة
وفي الأخير أكد يوسف أيت همو على أن  بعض أفلام البيئة لا تخلو من جماليات وبحث فني في مجال الصورة والصوت والمونطاج والمؤثرات الخاصة.
ثم بعد ذلك أخد الكلمة الناقد السينمائي حميد اتباتو الذي اعتبر موضوع  :" السينما والوعي البيئي" اشكالية حقيقة في الحديث عن السينما ليس باعتبارها إشكالية جديدة وغير منتبه إليها  في سينمانا بشكل كبير بل لأنها إشكالية مستعجلة تستدعيها الضرورة الثقافية  ضمن استدعائها لإشكالات هامة أخرى لايمكن بناء سينما وطنية فاعلة وحقيقيية  من دونها من قبيل قضايا الهامش وإبداعية الاختلاف  واحتياجات الشرط التاريخي .
لا تهم مقاربة البيئة في السينما وفي الحديث عنها بالتركيز على ما يعد عناصر مكونة لها فقط من مثل الماء والهواء والتراب بل بالتركيز على ما يصحح النظر إلى هذا الإشكال بربطه بالبنية الاجتماعية  والسياسية وغيرها ,وبتوضيح  ما يغطيه من غيوم إيديولوجية. فالبيئة حضرت دوما في السينما العالمية وساهمت في في تشكيل أجناس واتجاهات فيلمية  من مثل سينما الطريق والسينما الخضراء  والأفلام العلمية  إلخ ... كما ساهمت في توضيح انتساب الكثير من السينمات خاصة السينما الإفريقية والثالثية. لكن ما يهم أكثر  هو أن نفكر في السينما المغربية والوعي البيئي باستحضار ترابط هذا الوعي بالوعي الاجتماعي  والفني والسياسي وبما يخدم الواقع العام للناس والبيئة وما يخدم معاني التقدم والتحديث في السينما وفي واقعها وفي أفاق كل منهما.
وكانت المداخلة الأخيرة لوسيم القربي الذي عنون مداخلته ب :"بيئة السينما ...سينما البيئة –الأنموذج التونسي" حيث انطلق من بسط الأفكار والتقط  التالية :
-يمثل التطرق إلى موضوع البيئة والسينما إشكالية
-البيئة مثلت ديكور وفضاء للعديد من الافلام التونسية في الحقبة الكولونيالية من خلال ما صوره الأخوين لوميير واليهودي التونسي ألبيرت شمامة شيكلي.
-الحضور  السينمائي التونسي مغيب إلى حدود الأربعينيات حيث بدأت القوافل السينمائية تجوب الجغرافيا التونسية بالتوازي مع تأسيس الأندية السينمائية
-الحديث عن تأسيس بيئة سينمائية  نوجزه فيما يلي :
* البيئة التاريخية (السينما الكولونيالية)
*البيئة الاجتماعية والفكرية والاقتصادية(فترة الستينيات والسبعينيات) بداية تأسيس مشروع سينمائي تونسي
*البيئة  الثقافية والسياسية (تونس ما بعد الثورة)  وبروز ذهنية التحريم مع وصول التيار الإسلامي وهذا ما سيطرح اشكالات ورهانات جديدة أمام الفن في تونس.
عموما البيئة حضرت في  جل الأفلام التونسية منذ نشأتها سواء كفضاء أو إطار للأحداث نمودج الصحراء في فيلم " باباعزيز" و"الهائمون" للناصر  خمير .وما يلاحظ أن دور الجمعيات البيئية مغيب في تسليط الضوء على سينما البيئة وأغلب الجمعيات البيئية صورية كما يغيب تمويل مشاريع سينما البيئة  بخلاف التلفزيون التونسي الذي ينتج أفلاما وثائقية هامة في موضوع البيئة
وأخيرا الأنموذج التونسي ينطبق على جل الدول المغاربية والعربية ولابد من تأسيس بيئة سينمائية لخلق سينما البيئة
تلت الندوة مداخلات  أغنت  الموضوع والأكيد ان مستقبل الفيلم البيئي مغاربيا وعربيا حسب أرضية المهرجان  لا يزال ضبابيا، ومجهول الهوية والغاية وحتى الوسائل المستخدمة التي توظف بشكل لائق وسليم غير متوفرة ، بما يناسب احتياجات هذا النوع من الأفلام وحتى الوقت الذي يسمح بالحديث عن "رهانات الفيلم البيئي ومقتضياته "يظل شبح الواقع يفرض نفسه  عليه بقوة بما يثيره من تشاؤم ، وما يبعثه من قلق وسخط من حالة يرثى لها، في غياب المنهج المؤطر والسياق المحدد لسينما البيئة مغاربيا وعربيا .
غير أن ثقل المسؤولية يقع أكثر على عاتق المؤسسات السينمائية و الإعلامية والحكومية والفاعلين في الميدان السينمائي والإعلامي  والتربوي على حد سواء ، فالتوعية بمخاطر وتدهور صحة البيئة بلا شك يدعو لضرورة تعبئة الجماهير بكل الموجودات والوسائل المتاحة لمحاربة هذه المخاطر بما في السينما كصوت للبيئة وروحها. إذ تبقي اللغة السينمائية حادة كانت أو طريفة أومسلية، واحدة من بين الأساليب الأساسية التي تجعل من الإنسان المغاربي والعربي تحديدا يدرك حقيقة ما يحيياه ويعي ما يحيط به، بعيدا عن ضغوط الخطابات والمؤتمرات والقمم التي تستجدي القلب ولا تجدي.


مهرجان العالم العربي للفيلم القصير بأزرو /إفران-تقرير من إعداد عبد الخالق بلعربي


مهرجان العالم العربي للفيلم القصير بأزرو /إفران
من23 إلى26 غشت2012
احتضنت قاعة المناظرات بإفران يومه الخميس 23غشت 2012 على الساعة السابعة والنصف مساءا حفل افتتاح فعاليات مهرجان العالم العربي للفيلم القصير بحضور عامل الإقليم وسفير دولة العراق.
وتميز الحفل بتكريم المخرج والممثل سعيد الناصري حيث قدمت ثلاث شهادات في حقه من طرف الفنانة نعيمة إلياس والفنان نور الدين بكر والمخرج والناقد السينمائي عبد الإله جواهري رصدت هذه الشهادات  جوانب من مساره الإبداعي وقربت المتلقي من شخصيته. وقد عبر الفنان سعيد الناصري  عن فرحه  بالتكريم باعتباره أول تكريم  يحضا به  والذي لاشك سيترك أثره  على نفسيته ودعا كل من وزيري الثقافة والإعلام لمساندة مثل هذه المهرجانات والتي تنظم للأسف بميزانية هزيلة لا تعكس طموح المنظمين في تطوير المهرجان  الذي وقع هذه السنة  على النسخة 14.
 هوقد حضر الحفل مجموعة من الفنانين  المغاربة نذكر منهم نور الدين بكر ونعيمة إلياس وعزالعرب الكغاط   وعبد الكبير الركاكنة وسعاد صابروماجدة زبيطة وابتسام لعروسي وهشام إشعاب  ونجوم السعدية    ...
والمخرجون ادريس اشويكة وحسن دحاني وعبد الإله جواهري وبوشتى الإبراهيمي وعبد الواحد مجاهد كما حضر بعض الفانين العرب يمثلون دول العراق وسوريا وتونس وفلسطين  نذكر منهم  الدكتورة إيفا داود وهي مخرجة من سوريا والممثلة هاجر العيادي والمخرج الدكتور وسيم القربي من من تونس ورياض شاهين  من فلسطين وطاهر علوان من العراق .و بإلحاح من الجمهور  والفانين الحاضرين  قدم سعيد الناصري لوحات ساخرة تفاعل معها الجمهور الذي حج للحفل  بكثرة.
 كما عرف الحفل أيضا رفع الستار  تكريما للسينما العراقية التي نشأت وترعرعت في كنف مؤسسة السينما والمسرح واستطاع  بعض المخرجين العراقيين نذكر منهم محمد شكري جميل وصاحب حداد وفيصل الياسري وغيرهم التوقيع  على أفلام سينمائية خالدة ذات توجه قومي منها" الأسوار" و"يوم آخر و"القناص " وجلها تمت برمجتها  ومناقشتها داخل حركة الأندية السينمائية بالمغرب في فترة السبعينيات والثمانينيات. وشهدت الفترة الممتدة من 1991 إلى الآن نضوبا شاملا بسبب ما عرفه العراق الشقيق من حروب وتحولات سياسية  .وقد عبر السيد سفير دولة العراق عن فرحه  بهذا التكريم الذي يعكس عمق الروابط التاريخية للبلدين المغرب والعراق .
كما عرف الحفل أيضا التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون مع بين مهرجان العالم العربي للفيلم القصير ومهرجان غزة الدولي للفيلم التسجيلي . وتوج الحفل بعرض فيلم الافتتاح "ثقافة المقاومة"  بحضور المخرجة لي لارا من دولة  البرازيل.
وفي اليوم الموالي الجمعة 24 غشت 2012 تم تنظيم محترفات في مهن السينما وتقنيات انتاج الفيلم الوثائقي كما تم عرض أفلام مسابقة الأرز الذهبي وهي خاصة بالأفلام الروائية العربية القصيرة وأفلام مسابقة الحاج العربي الدغمي المخصصة للأشرطة القصيرة التي تعنى بموضوع البيئة.
ويوم 25غشت2012 تواصلت أشغال الورشات كما تم تنظيم جولة سياحية لضيوف المهرجان  وعرضت الأفلام  المبرمجة  خارج المسابقتين في إطار فقرة البانورما منها فيلم" بلاستيك" بحضور المخرج عبد الكبير الركاكنة.
وعلى الساعة التاسعة ليلا تم الإعلان على نتائج  مسابقتي المهرجان والتي جاءت على الشكل التالي:
مسابقة الأرز الذهبي وترأس لجنة تحكيمها المخرج ادريس اشويكة وضمت في عضويتها كل من حسن نيرايس ورياض شاهين وطاهر علوان.
جاءت نتائجها كالأتي :
تنويهات  للأفلام التالية : " في غياب من أحب " للمخرجة إيفا داود من سوريا
و" عطسة" للمخرج مقداد الكوت من الكويت و"قرقوز"
جائزة السيناريو عادت لفيلم :"الصمت الأخير"  للمخرج ماجد عبود الربيعي من العراق
جائزة لجنة التحكيم عادت لفيلم  :"خارج الأبجدية" للمخرجة رولا كيال من سوريا
أما الجائزة الكبرى للمهرجان  فعادت للفيلم " موت بطيء" للمخرج جمال سليم من الإمارات

أما بخصوص مسابقة الحاج العربي الدغمي لأفلام البيئة والتي ترأس لجنة تحكيمها المخرج حسن دحاني فجاءت نتائجها كالأتي :
تنويه لفيلم "ابتسم مرة أخرى" لهشام العفاري من العراق
 أما جائزة لجنة التحكيم فعادت لفيلم
 للمخرج جمال المودنProces vert
وجائزة السيناريو عادت لفيلم " هنا غزة" للمخرجة مريم ماجد من فلسطين
أما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب " فيلم بالدم  بالروح"  لكاتيا جرجورا من لبنان
وكان الحفل الختامي على شرف دولة كندا التي حضر وفد كبير من أعضاء سفارتها وتم عرض أفلام وثائقية كندية في موضوع المحافظة على البيئة.
ويومه الأحد 26غشت 2012صباحا نظمت ندوة فكرية في موضوع :"توافق الإنسان مع البيئة" ساهم فيها كل من الدكاترة والنقاد حميد اتباتو ويوسف أيت همو ووسيم القربي من تونس وكانت من تسييرالفاعل الجمعوي الأستاذ  مصطفى أفاقير.وحضر أشغالها العديد من الفعاليات المهتمة بالسينما والبيئة واتسمت الندوة  بعمق التحليل والنقاش من طرف المتدخلين  في موضوع بالغ الأهمية .يستدعي تكثيف الجهود من طرف المثقفين والفنانين وعلماء البيئة .