samedi 10 août 2013

توصيف للمشهد الثقافي  والجمعوي بسيدي قاسم 
عبد الخالق بلعربي فاعل جمعوي
طلب مني مدير جريد الملاحظ أن أقدم حصيلة وتوصيف للمشهد الثقافي لمدينة سيدي قاسم خلال 15 سنة وهذا موضوع  برأيي لا يمكن تناوله في أسطر بل يحتاج لدراسة ويتطلب بحثا ميدانيا  رصينا ،لذا أكتفيت بتقديم ارتساماتي  وملاحظاتي الشخصية عن هذا المشهد وهي مبنية على احتكاكي وخبرتي بالمجال  راكمتها من خلال تواجدي  وانخراطي بجمعية النادي السينمائي أحد أعرق الجمعيات بالإقليم وبالمدينة  منذ سنة1990.
إن مدينة سيدي قاسم  قد طالها  تهميش   ملحوظ في الجانب الثقافي في مراحل سابقة حيث انعدمت فيها  البنيات المستقبلة للفعل الثقافي من مسارح وقاعات السينما ومكتبات عمومية وفضاءات إقامة المعارض وغيرها و حتى الدعم  الذي كان يقدم للجمعيات الجادة وقتها لتنظيم  مختلف التظاهرات والمهرجانات كان شحيحا ولم يساعدها على التطور ،وهذا انعكس سلبيا على تمثل القاسميين للثقافة التي لم تعد تلعب دورا أساسيا في حياتهم مع العلم ان الجميع يدرك أهميتها في نهضة ورقي وتطور أي مجتمع وبدأنا نلاحظ زحف  التخلف على أكثر من مستوى  في العمران  بدأنا نلاحظ تلاشي المعمار الفرنسي الجميل الذي كان يتميز  به شارع محمد الخامس حيث احتلت  مكانه مباني من أربع طبقات  بواجهات غير موحدة وبتصاميم غريبة وطلاء غير منسجم مع  الفيلات فقتلت سحرها  و شوهت جمال هذا الشارع  .
وطال أيضا القبح مقر العمالة التي كانت سابقا قصرا للبلدية وكانت بحق معلمة قاسمية يفتخر بهندستها الجميع  فعبثت بها أيدي العمال السابقين  و حولتها لبناية عادية  مليئة بالمكاتب
وطال القبح كذلك القنطرة  الجميلة للقطار على وادي ردم  ذات التاريخ  العريق  والهندسة الجميلة حجبت رؤيتها  قنطرة جديدة بالخرصانة المسلحة  .
في السياسة انسحب في صمت مريب المثقفون وتركوا المجال  لفئات احترفت الانتخابات
في الجانب  الجمعوي والثقافي كانت مقرات بعض الأحزاب  والنقابات ودار الشباب مدارس لتعلم قيم المواطنة والمشاركة السياسية و الجمعوية وكان لها النصيب الأوفر في تنشيط المجال الثقافي  و تكوين الشباب من خلال الأنشطة التي  كانت تقوم بها  وبتأطير من مناضليها  أصبحت فضاءات  مهجورة لا تفتح إلا في المواعيد و الاستحقاقات الانتخابية .
 كما ساهمت عوامل ذاتية للفاعلين  و عوامل موضوعية و بعض الحروب  والصراعات حول مصالح أنية  لتنامي ظاهرة العزوف عن الفعل الثقافي  والسياسي  والجمعوي
 مما ترك الأبواب مشرعة لولادة قيصرية لبعض الجمعيات  والشخصيات التي أصبحت ترتزق من العمل الجمعوي و بدأنا نشهد جمعيات عائلية وأخرى يسيرها موظفون بمستوى تعليمي وثقافي متواضع  جدا . وهجرة جماعية لرجال التعليم للمقاهي  بعد أن كانوا طليعة المجتمع ونموذج للناشئة  في المسؤولية و العمل التطوعي  والجمعوي..
ومع هذه النظرة السوداوية لواقع سيدي قاسم لابد من تسجيل بعض نقط الضوء في المشهد الثقافي ظهرت  خلال الخمسة عشر سنة الفارطة  خاصة مع مع بروز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي ساهمت في تنظيم العديد من الدورات لتقوية  قدرات الفاعلين الجمعويين في مجالات التسيير والتدبير التشاركي ومقاربة النوع والتخطيط الاستراتيجي وغيرها  وبدأ الاهتمام بالفئات الأكثر هشاشة  ببناء مراكز للرعاية الاجتماعية كانت تفتقر لها المدينة سابقا  بحي صحراوة  وفضاءات اجتماعية وثقافية بطريق طنجة وفي ترميم دار الشباب والقاعة الكبرى وفي دعم وتشجيع  الجمعيات التي تنظم مهرجانات وتظاهرات ثقافية وفنية كبرى بالمدينة وفي تأهيل العديد من المكتبات بالمؤسسات التعليمية  وفي تشجيع التمدرس وتشجيع الفتاة القروية على استكمال دراستها  والحد من عملية الهدر المدرسي بتشجيع  جمعيات النقل المدرسي  وفي الادماج الاجتماعي وفي  دعم بعض الجمعيات والتعاونيات  ذات المشاريع المدرة للدخل  وفي المجال الحقوقي برزت جمعيات تدافع عن قضايا حقوق الانسان والمواطن القاسمي  وشبكات جمعوية تساهم  كل من موقعها في  جهود التنمية .
في المجال الأدبي  والفني بدأنا نلاحظ حضور ملفت للقاسمين في مجالات الكتابات الروائية والقصصية حيت تم توقيع العديد من الاصدارات في الرواية والقصة القصيرة والشعر والزجل والتربية وعلم النفس  لمبدعين  شيوخ وكهول  وشباب كما أصبح بعضهم ا يساهم  بشكل يومي في المواقع الالكترونية

وفي الصحافة الورقية  برزت 3جرائد محلية و تكونت مجموعات شبابية في الغناء فأصبحوا  يصدرون أغانيهم  وألبوماتهم  في أقراص مدمجة أو في موقع اليوتوب  وبرزت العديد من المظاهر الثقافية بالمدنية بين الفينة والأخرى على الواجهة  تحتاج لمواكبة وإنصات  ودعم  من المسؤولين   والفاعلين في  المجال ،كما سمعت مؤخرا ببرمجة مشاريع ثقافية كبرى تتمثل في متحف للمقاومة وصالتي عرض للمسرح والسينما بشارع الحسن الثاني وهذه المشاريع  لو كتب لها النجاح ستساهم لا محالة في عودة الاشعاع والتنشيط  للمدينة  وسيجد شبابنا أماكن  ثقافية  تساهم إيجاباً في توجيه افكارهم ، وتدفعهم نحو الابداع و التميز.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire